الإضافة
تعريفها :
في
اللغة : مطلق الإسناد .
في
اصطلاح النحاة : إسناد اسم إلى غيره على تنزيل الثاني من الأول منزلة التنوين أو
ما يقوم مقامه .
ما يحذف من المضاف لأجل الإضافة :
يحذف
من المضاف لأجل الإضافة ضربان :
الأول
: ما يكون حذفه واجباً وذلك ثلاثة أشياء :
1.
التنوين
الظاهر في الاسم المنصرف نحو : ( درهمٌ ، دينارٌ ) ( درهم زيد ) ( دينار عمرو )
والتنوين المقدر في الاسم الممنوع من الصرف نحو : ( دراهم ، دنانير ) ( دراهم زيد
) ( دنانير عمرو ) .
2.
النون
المعوض بها عن التنوين في :
r
المثنى
نحو : ( عصوان ، درهمان ) ( عصواك ) ( درهماك ) .
r
جمع
المذكر السالم نحو : ( مستوطنون ، ساكنون ) ( مستوطنو مصر ) ساكنو الصحراء ) .
3.
((
أل )) المعرفة ولها حالتان :
r
في
الإضافة المحضة مطلقاً الحذف فلو أردت إضافة ( الدرهم ، الدينار ) قلت : ( درهمك ،
دينارك ) ولا تقول : ( الدر همك ، الدينارك ) .
r
في
الإضافة غير المحضة :
Z تبقى ( أل ) عند الإضافة إذا كان المضاف مثنى
نحو : ( المستوطنا عدن ) ( الساكنا
مصر ) . أو جمع مذكر سالم نحو : ( الضاربو زيد ) ( الآخذو ماله ) أو كان المضاف
إليه مقترناً بـ( أل ) نحو : ( الضارب الرجل ) .
Z تحذف ( أل ) عند الإضافة من المضاف إذا كان
المضاف مفرداً والمضاف إليه غير مقترناً بـ( أل ) فلو أردت إضافة ( الساكن ، الآخذ
) قلت : ( ساكن مصر ) و ( آخذ مالي ) ولم يجز أن تقول : ( الساكن مصر ) و ( الآخذ
مالي ) .
الثاني
: ما يكون حذفه جائزاً : وذلك في تاء التأنيث بشرط ألا يوقع حذفها في لبس نحو : (
عدة ، إقامة ) يجوز أن تقول ( عدتك ، إقامتك ) بذكر التاء ويجوز حذفها نحو : ( وإقام الصلاة ) . وقول الشاعر :
إن
الخليط أجد البين فانجردوا
وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا
عامل الجر في المضاف إليه :
في
هذه المسألة أربعة أقوال للنحاة هي :
1.
المضاف
هو الذي عمل الجر في المضاف إليه والدليل على ذلك بأن المضاف إليه قد يكون ضميراً
نحو : ( درهمك ، كتابي ، ديناره ) والضمير لا يتصل إلا بالعامل فيه . وهذا رأي
سيبويه ورجحه المتأخرون .
2.
أن
الجار للمضاف هو الإضافة ، وإليه ذهب السهلي وأبو حيان .
3.
أن
الجار للمضاف هو ما تتضمنه الإضافة من معنى اللام ، وهو قول الزجاج .
4.
أن
الجار للمضاف هو حرف جر مقدر ، وإليه ذهب ابن الباذش ويرده أنا لا نجد لهذا الحرف
الذي سنقدره متعلقاً يتعلق به .
الحروف التي تكون عليها الإضافة :
تكون
الإضافة على معنى :
1.
(
اللام ) وتسمى الإضافة اللامية وتفيد الملك أو الاختصاص نحو : ( كتاب الطالب ) .
2.
(
من ) وتسمى الإضافة البيانية وضابطها :
Z أن يكون المضاف بعض المضاف إليه نحو : ( خاتم
فضة ) فالخاتم بعض جنس الفضة.
Z أن يكون صالحاً للإخبار به عنه نحو : ( هذا
خاتم فضة ) .
فإن
انتفى الشرطان معاً نحو : ( ثوب زيد ) و ( غلامه ) و ( حصير المسجد ) و ( قنديله )
.
أو
انتفى الشرط الأول فقط نحو : ( يوم الخميس ) فاليوم ليس بعض الخميس مع أنه يخبر
باليوم عن الخميس .
أو
انتفى الشرط الثاني فقط نحو : ( يد زيد ) فاليد بعض زيد ولكن لا يصح الإخبار بزيد
عن اليد .
تكون
الإضافة في هذه الحالات بمعنى لام الملك أو الاختصاص .
3.
(
في ) وتسمى الإضافة الظرفية وضابطها أن يكون المضاف إليه ظرفاً للمضاف نحو : ( مكر
الليل ) ( يا صحبي السجن ) .
4.
(
الكاف ) وتسمى الإضافة التشبيهية وضابطها أن يضاف المشبه به إلى المشبه نحو : (
ورد الخدود ) .
أنواع الإضافة :
الإضافة
على ثلاثة أنواع :
1.
نوع
يفيد تعرّف المضاف بالمضاف إليه إن كان معرفة نحو : ( غلام زيد ) وتخصصه به إن كان
نكرة نحو : ( غلام امرأة ) وهذا النوع هو الغالب .
2.
نوع
يفيد تخصيص المضاف دون تعريفه وضابطه أن يكون المضاف متوغلاً في الإبهام كغير و
مثل إذا أريد بهما مطلق المماثلة والمغايرة لا كما لهما ولذلك صح وصف النكرة بهما
في نحو ( مررت برجل مثلك أو غيرك ) . وتسمى الإضافة في
هذين النوعين إضافة معنوية لأنها أفادت أمراً معنوياً ومحضة أي : خالصة من تقدير
الانفصال أي : انفصال المضاف عن المضاف إليه .
3.
نوع
لا يفيد شيئاً من ذلك وضابطه أن يكون المضاف صفة تشبه المضارع في كونها مراداً بها
الحال أو الاستقبال وهذه الصفة ثلاثة أنواع :
Z اسم فاعل نحو : ( ضارب زيدٍ )
Z اسم مفعول نحو : ( مضروب العبد ) و (
مُرَوَّع القلب ) .
Z الصفة المشبهة نحو : ( حسن الوجه ) ( عظيم
الأمل ) ( قليل الحيل ) .
والدليل
على أن هذه الإضافة لا تفيد المضاف تعريفاً :
²
وصف
النكرة به في نحو : ( هدياً بالغ الكعبة ) .
²
وقوعه
حالاً في نحو : ( ثاني عطفيه ) .
²
دخول
( رب ) عليه في نحو : ( يا رب غابطنا لو كان يطلبكم ) .
والدليل
على أن هذه الإضافة لا تفيد المضاف تخصيصاً أن أصل قولك : ( ضاربُ زيدٍ ) : ضاربٌ
زيداً فالاختصاص موجود قبل الإضافة وإنما تفيد هذه الإضافة :
²
التخفيف
وذلك بحذف :
1.
التنوين
الظاهر كما في : ( ضارب زيدٍ ) و ( ضاربات عمرو ) و ( حسن وجهه )
2.
التنوين
المقدر كما في : ( ضوارب زيدٍ ) و ( حواج بيت الله )
3.
نون
التثنية كما في : ( ضاربا زيد )
4.
نون
جمع المذكر السالم كما في : ( ضاربو زيدٍ )
²
رفع
القبح نحو : ( مررت بالرجل الحسنِ الوجهِ ) فإن في رفع ( الوجه ) قبح خلو الصفة من
ضمير يعود على الموصوف . وفي نصبه قبح إجراء وصف الفعل اللازم مجرى وصف الفعل
المتعدي وفي الجر تخلص منهما . ومن ثم امتنع الجر في ( الحسن وجهه ) لانتفاء قبح
الرفع وامتنع الجر في : ( الحسن وجه ) لانتفاء قبح النصب لأن النكرة تنصب على
التمييز .
وتسمى الإضافة في هذا النوع لفظية لأنها أفادت أمراً لفظياً وغير محضة
لأنها في تقدير الانفصال أي : انفصل المضاف عن المضاف إليه .
ما تختص به الإضافة اللفظية :
تختص
الإضافة اللفظية بجواز دخول ( أل ) على المضاف في خمس مسائل :
1.
أن
يكون المضاف إليه بأل كـ( الجعد الشعر ) .
2.
أن
يكون مضافاً لما فيه ( أل ) كـ( الضارب رأس الجاني ) .
3.
أن
يكون مضافاً إلى ضمير ما فيه( أل ) كـ( الود أنت المستحقة صفوه ) .
4.
أن
يكون المضاف مثنى كـ( إن يغنيا عني المستوطنا عدن ) .
5.
أن
يكون المضاف جمع مذكر سالم كـ( ليس الأخلاء بالمصغي مسامعهم ) .
ما يكتسبه المضاف من المضاف إليه :
يكتسب
المضاف من المضاف إليه عشرة أمور هي :
1.
التعريف
نحو : ( غلام الأمير ) مما يكون المضاف إليه معرفة .
2.
التخصيص
نحو : ( غلام رجل ) مما يكون المضاف إليه نكرة .
3.
التخفيف
نحو : ( ضارب علي ) ( ضاربا علي ) مما يكون المضاف اسم فاعل والمضاف إليه معموله .
4.
رفع
القبح نحو : ( زيد الحسن الوجه ) مما يكون المضاف صفة مشبهة .
5.
التذكير
نحو : ( إنارة العقل مكسوف ) .
6. التأنيث نحو : ( قطعت بعض أصابعه ) .
7. الظرفية إذا كان المضاف إليه ظرفاً نحو : (
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) .
8. المصدرية إذا كان المضاف إليه مصدراً نحو : (
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
9.
وجوب
التصدير إذا كان المضاف إليه من الأسماء التي تستوجب التصدير كأسماء
الاستفهام نحو : ( غلام من عندك )
( صبيحة أي يوم سفرك ؟ ) ( غلام أيهم أكرمت ؟ ) .
10. البناء وذلك في مواضع :
·
الأول
: إذا كان المضاف مبهماً كـ( غير , مثل , بين ، دون ) وكان المضاف إليه مبنياً نحو : ( لقد تقطع بينكم ) في قراءة من
فتح بين وهي فاعل تقطع بدليل قراءة الرفع .
·
الثاني
: أن يكون المضاف زماناً مبهماً والمضاف إليه لفظ ( إذ ) نحو : ( من عذاب يومَئذٍ
) ( من خزي يومَئذٍ ) بفتح يوم .
·
الثالث
: أن يكون المضاف زماناً مبهماً والمضاف إليه فعل مبني سواء كان بناءه أصلياً
كالماضي نحو : ( على حين عاتبت المشيب على الصبا فقلت ألما تصح والشيب وازع ) أم كان بناءه
عارضاً كالمضارع المقترن بنون النسوة نحو
: ( لأجتذبن منهن قلبي تحلماً على حين
يستصبين كل حليم ) .
ما يكتسبه المضاف المذكر من المضاف إليه المؤنث :
:يكتسب
المضاف المذكر من المضاف إليه المؤنث التأنيث في ثلاث صور
الأولى
: أن يكون المضاف بعض المضاف إليه نحو : ( قطعت بعض أصابعه ) ( تلتقطه بعض السيارة
) ( جدعت أنف هند ) .
الثانية
: أن يكون المضاف كلاً للمضاف إليه نحو : ( يوم تجد كل نفسٍ ) ( ووفيت كل نفسٍ ) .
الثالثة
: أن يكون المضاف وصفاً في المعنى للمضاف إليه ومن ذلك إضافة المصدر كإضافة طول
إلى الليالي
نحو : ( طول الليالي أسرعت في نقضي طوين طولي وطوين عرضي )
بعض أحكام الإضافة :
1.
لا
يضاف اسم لمرادفه فلا يقال ( ليث أسدٍ ) إلا إذا كانا علمين فيجوز نحو : ( محمد
خالد ) .
2.
لا
يضاف موصوف إلى صفته فلا يقال : ( رجلُ فاضلٍ ) وأما قولهم : ( صلاة الأولى ،
ومسجد الجامع ، وحبة الحمقاء ، ودار الآخرة ، وجانب الغربي ) فهو على تقدير حذف
المضاف إليه وإقامة صفة مكانه ، والتأويل : ( صلاة الساعة الأولى ، ومسجد المكان
الجامع ، وحبة البقلة الحمقاء ، ودار الحياة الآخرة ، وجانب المكان الغربي ) .
3.
لا
تضاف الصفة إلى موصوفها فلا يقال : ( فاضلُ رجلٍ ) ويجوز أن تضاف إذا قدر ( من )
بين المضاف والمضاف إليه نحو : ( كرام الناس ) التقدير : ( الكرام من الناس ) , (
جائبةُ خبرٍ ) والتقدير : ( وجائبة
من خبرٍ ) ، ( عظائمُ الأمورِ ) التقدير :
( العظائم من الأمورِ ) .
4.
يجوز
أن يضاف العام إلى الخاص كـ( يوم الجمعة ) و ( شهر رمضان ) ولا يجوز العكس فلا
يقال : ( جمعة اليوم ) و ( رمضان
الشهر ) .
5.
قد
يضاف الشيء إلى الشيء لأدنى سبب بينهما ( ويسمون ذلك بالإضافة لأدنى ملابسة ) وذلك
أنك تقول لشخص اجتمعت به بالأمس في مكان : ( انتظرني مكانك أمس ) فأضفت المكان
إليه لأقل سبب وهو اتفاق وجوده فيه وليس المكان ملكاً له ولا خاصاً به .
6. يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مكانه إذا أمن
الالتباس والإبهام نحو : ( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها )
والتقدير : ( واسأل أهل القرية و أصحاب العير ) . وإن حصل بحذفه إبهام والتباس فلا
يجوز فلا يقال : رأيت علياً ) وأنت تريد ( رأيت غلام علي ) .
7. قد يكون في الكلام مضافان اثنان فيحذف المضاف
الثاني استغناء عنه بالأول نحو : ( ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة ) فكأنك قلت :
( ولا كل بيضاء شحمة ) فبيضاء مضاف إلى مضاف محذوف ومثله قولهم : ( ما مثل عبد
الله يقول ذلك ولا أخيه ) ( ما مثل أبيك ولا أخيك يقولان ذلك ) .
8. قد يكون في الكلام اسمان مضاف إليهما فيحذف
المضاف إليه الأول استغناءً عنه بالثاني نحو : ( جاء غلام وأخو علي ) والأصل : (
جاء غلام علي وأخوه ) فلما حذف المضاف
إليه الأول جعلت المضاف إليه الثاني اسماً ظاهراً فيكون ( غلام ) مضافاً والمضاف
إليه محذوف تقديره ( علي ) .
إضافة الأسماء :
الأسماء
عند الإضافة على ثلاثة أنواع :
النوع الأول : ما تمتنع إضافة كـ(
الضمائر ــ أسماء الإشارة ــ الأسماء الموصولة ــ أسماء الشرط ــ أسماء الاستفهام
إلا " أيا " فهي تضاف ) .
النوع الثاني : ما هو صالح للإضافة
والإفراد : ( عدم الإضافة ) نحو : ( غلام ــ كتاب ــ حصان ...... ونحوها ) .
النوع الثالث : ما هو واجب الإضافة فلا
ينفك عنها وهو نوعان :
1.
واجب
الإضافة إلى المفرد وهو نوعان :
·
ما
يجوز قطعه عن الإضافة في اللفظ نحو : ( كل ــ بعض ــ أي ) قال تعالى : ( وكل في
فلك يسبحون ) ( وفضلنا بعضهم على بعض ) ( أيا ما تدعوا ) .
·
ما
يلزم الإضافة لفظاً وهو ثلاثة أنواع :
Z ما يضاف للظاهر والمضمر كـ( كلا ــ كلتا ــ
عند ــ لدى ــ قصارى ــ سوى ) .
Z ما يختص بالظاهر كـ( أولى ــ أولات ــ ذى ــ
ذات ) قال تعالى : ( نحن أولو قوة ) ( و
أولات الأحمال ) ( وذا النون ) ( ذات بهجة ) .
Z ما يختص بالمضمر وهو نوعان :
ü
ما
يضاف لكل مضمر وهو ( وحد ) نحو : ( إذا دعي الله وحده ) .
ü
ما
يختص بضمير المخاطب وهو مصادر مثناة لفظاً ومعناها التكرار وهي ( لبيك ) بمعنى إقامة على إجابتك بعد
إقامة . و ( سعديك ) بمعنى إسعاداً لك بعد إسعاد . و ( حنا نيك ) بمعنى تحنناً
عليك بعد تحنن . و ( دواليك ) بمعنى تداولاً بعد تداول . و ( هذاذيك ) بمعنى
إسراعاً بعد إسراع .
2.
واجب
الإضافة إلى الجمل اسمية كانت أو فعلية كـ( إذ ــ حيث ) نحو : ( واذكروا إذ أنتم
قليل ) ( واذكروا إذ كنتم قليلاً )وقد يحذف ما أضيفت إليه للعلم به فيجاء بالتنوين
عوضاً منه نحو : ( ويومئذٍ يفرح المؤمنون ) . ( جلست حيث جلس زيد ) و ( حيث زيدٍ
جالس ) .ومنها ما يختص بالجمل الفعلية كـ( لمَّا ــ إذا ) نحو : ( لما جاءني
أكرمته ) . ( إذا طلقتم النساء ) .
إذ ــ إذا
( إذ ) اسم زمان مبهم لما
مضى ( إذا )
اسم زمان مبهم لما يأتي
ما
كان بمنزلتهما في كونه اسم زمان مبهم لما مضى أولما يأتي فهو بمنزلتهما فيما
يضافان إليه نحو : ( جئتك زمن الحجاج أميرٌ ) أو ( زمن كان الحجاج أميراً ) لأنه
بمنزلة ( ذا ) . و ( أتيك زمن يقدم الحاج ) ويمتنع ( زمن الحاج قادم ) لأنه بمنزلة
( إذا ) .
يجوز
في الزمان المحمول على ( إذ ) و ( إذا ) الإعراب على الأصل والبناء حملاً عليهما فإن كان ما وليه فعلاً مبنياً فالبناء أرجح للتناسب
نحو : ( على حينَ عاتبت المشيب على الصبا فقلت ألما تصح والشيب وازع )
وإن كان فعلاً معرباً أو جملة اسمية فالإعراب
أرجح عند الكوفيين وواجب عند البصريين
كلا ــ كلتا
لا
يضافان إلا لما استكمل ثلاثة شروط :
1.
التعريف
فلا يجوز : ( كلا رجلين ) و لا ( كلتا امرأتين ) .
2.
الدلالة
على اثنين إما بالنص نحو : ( كلاهما ) ( كلتا الجنتين ) أو بالاشتراك نحو ( كلانا
) فإن كلمة ( نا ) مشتركة بين الاثنين والجماعة .
3.
أن
يكون كلمة واحدة فلا يجوز : ( كلا زيد وعمرو ) .
إذا
أضيفت ( كلا ــ كلتا ) إلى الاسم الظاهر أعربت إعراب الاسم المقصور بالحركات
المقدرة نحو : ( كلا الطالبين ــ كلتا الطالبتين ) ، وإذا أضفت إلى الضمير أعربت
إعراب المثنى نحو : ( كلاهما ــ كلتاهما ) .
(
كلا ــ كلتا ) لفظهما مفرد ومعناهما مثنى فيجوز :
1.
إذا
راعيت المفرد أن تقول : ( كلا الرجلين مسافرٌ ــ كلتا المرآتين مسافرةٌ ) .
2.
إذا
راعيت المعنى أن تقول : ( كلا الرجلين مسافران ــ كلتا المرآتين مسافرتان ) .
أيٌّ
( أيٌّ ) تضاف للنكرة مطلقاً نحو : ( أي
رجل ) و ( أي رجلين ) و ( أي رجال ) وللمعرفة إذا كانت مثناة نحو : ( فأي الفريقين
أحق ) أو مجموعة نحو : ( أيكم أحسن عملاً ) . ولا تضاف إلى المعرفة مفردة إلا في
حالتين :
1.
إن
كان بينهما جمع مقدر نحو : ( أي زيد أحسن ) إذ المعنى أي أجزاء زيد أحسن .
2.
أن
يعطف عليها مثلها بالواو نحو : ( فلئن لقيتك خاليين لتعلمن أيي وأيك فارس الأحزاب )
إذ المعنى أينا لأن المفردين ( ايي و
أيك ) مع الواو في حكم المثنى لكون الواو لمطلق الجمع .
تنقسم أيٌّ إلى :
1.
(
أيٌّ ) الموصولة ولا تضاف إلا إلى معرفة فقط نحو : ( أيهم أشد ) .
2.
(
أيٌّ ) النعتية يشترط في إضافتها :
·
أن
يكون المصوف نكرة .
·
أن
يكون المضاف إليه نكرة يماثل الموصوف لفظاً و معنىً .
·
أن
تضاف إلى نكرة .
نحو : ( زيد رجل أي رجل ) و ( خالد
منافق أي منافق ) و ( مررت بفارس أي فارس ) .
3.
(
أيٌّ ) الحالية يشترط في إضافتها :
·
|
أن تسبق بمعرفة .
·
ما
بعده نكرة .
4.
(
أيٌّ ) الاستفهامية تضاف إلى النكرة بلا شروط نحو : ( أي طالب اجتهد ؟ ) و ( أي
طالبين اجتهدا؟ ) كما تضاف إلى المعرفة بشروط :
·
أن يكون المضاف إليه مما يتعدد نحو :
( أي الفريقين أحق ) ( أيكم أحسن عملاً ) .
·
أن يكون المتعدد تقديري نحو : ( أي
الشجرة أجمل ؟ ) المقصود أي أجزاء الشجرة أجمل الساق أم الفروع أم الورق ......
·
أن يكون المتعدد بحرف عطف نحو : ( أي زراعة الفاكهة و زراعة القمح أنفع )
فحرف العطف بينهما دل على التعدد .
5.
(
أيٌّ ) الشرطية تضاف إلى النكرة بلا شروط نحو : ( أي طالب يجتهد ينجح ) ( أي
طالبين يجتهدا ينجحا ) ( أي طلاب يجتهدوا ينجحوا ) . كما تضاف إلى المعرفة بشروط :
·
أن يكون المضاف إليه مما يتعدد نحو :
( أي الرجال تكرمهم أكرمهم ) .
·
أن يكون المتعدد تقديري نحو : ( أي
الكتاب تقرأه أقرأه ) .
·
أن يكون المتعدد بحرف عطف نحو : ( أيي و أيك يتكلم يحسن ) .
لَدُنْ
وهي بمعنى ( عند ) إلا أنها تختص بستة
أمور عن ( عند ) :
1.
إنها
ملازمة لمبدأ الغايات فمن ثم يتعاقبان في نحو : ( جئت من عنده ) و ( من لدنه ) وفي
التنزيل : ( آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً ) بخلاف ( جلست عنده )
فلا يجوز فيه ( جلست لدنه ) لعدم معنى الابتداء هنا .
2.
الغالب
استعمالها مجرورة بمن وجر عند أقل .
3.
أنها
مبنية على السكون إلا في لغة قيس فإنهم يعربونها نتيجة شبهها بعند .
4.
جواز
إضافتها إلى الجمل نحو :(صريع غوان شاقهن وشقنه لدن شب حتى شاب سود الذوائب ) بينما
عند لا تضاف إلى الجمل .
5.
جواز
إفرادها قبل ( غدوة ) نحو : (جاءتك من لدن غدوةً )
وجوه الإعراب في كلمة ( غدوة ) الواقعة
بعد ( لدن )
²
الجر
على أن تكون ( لدن ) ظرفاً مبنياً على السكون في محل نصب وهو مضاف و ( غدوة ) مضاف
إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، وهذا الوجه هو الغالب في استعمال
هذا اللفظ وهو الذي يقتضيه القياس .
²
الرفع
على أن تقدر ( كان ) التامة بعد لدن ويكون ( غدوة ) مرفوع على أنه فاعل كان
المقدرة ، أي : لدن كانت غدوة ــــ أي حدثت غدوة .
²
النصب
وللنحاة ثلاثة أوجه فيه :
·
النصب
على التشبيه بالتمييز .
·
النصب
على التشبيه بالمفعول به .
·
النصب
على أنه خبر لكان الناقصة المحذوفة مع اسمها وتقدير الكلام ( لدن كانت الساعة غدوة
) .
6. إنها لا تقع إلا فضلة تقول : ( السفر من عند
البصرة ) ولا تقول : ( من لدن البصرة ) .
مَعَ
وهو اسم لمكان الاجتماع أو زمان
الاجتماع حسب القرين وهو معرب إلا في لغة ربيعة وغنم فيبنى على السكون نحو : (
فريشي منكم وهواي مَعْكم وإن كانت مودتكم لماما )
إذا لقي ( مَعْ ) الساكنة العين ساكن
آخر جاز كسر العين لالتقاء الساكنين و جاز فتح العين استصحاباً للغة الإعراب نحو :
( مَعَِ القوم ) .قد تفرد ( تقطع عن الإضافة ) بمعنى جميعاً فتنصب على الحال نحو :
( جاءوا معاً ) ( جئنا معاً ) .
غيرُ
هو اسم دال على مخالفة ما قبله لحقيقة
ما بعده .
أحوالها :
1.
إذا
وقع الاسم ( غير ) بعد ( ليس ) وعلم المضاف إليه جاز ذكره نحو : ( قبضت عشرةً ليس غيرها ) .
2.
إذا
وقع الاسم ( غير ) بعد ( ليس ) ولم يذكر المضاف إليه نحو : ( قبضت عشرةً ليس غير ) يجوز في غير ثلاثة اعتبارات :
الاعتبار الأول :
أن تكون مقطوعة عن الإضافة لفظاً ومعنىً أي : ( أنك لا تقدر معها مضافاً إليه
أصلاً لا لفظه ولا معناه ) فتكون غير حينئذٍ اسم معرب ويجوز فيه وجهان من الإعراب
:
·
الوجه
الأول : الضم مع التنوين على أنها اسم ليس والجزء الثاني من معمولي ليس محذوف .
·
الوجه
الثاني : النصب مع التنوين على أنها خبر ليس والجزء الثاني من معمولي ليس محذوف .
الاعتبار الثاني :
أن تكون مقطوعة عن الإضافة لفظاً لا معنىً أي : ( أن تقدر معنى المضاف إليه ) فحينئذٍ
يضم ( غير ) من غير تنوين وللنحاة فيه ثلاثة مذاهب :
·
المذهب الأول : ــ
وهو مذهب المبرد والجرمي وأكثر المتأخرين ونسبوه إلى سيبويه ــ وحاصله : أن
( غير ) اسم يشبه قبل وبعد في الإبهام وفي القطع عن الإضافة لفظاً مع نية معناه
فهو اسم مبني على الضم في محل :
1.
رفع
اسم ليس والجزء الثاني من معمولي ليس محذوف .
2.
نصب
خبر ليس والجزء الثاني من معمولي ليس محذوف .
المذهب الثاني : ــ وهو مذهب
الأخفش ــ وحاصله : أن ( غير ) اسم غير ظرفي منوي الإضافة مثل كل وبعض فهو
معرب و الضمة ضمة الإعراب وحذف التنوين لأن المضاف إليه منوي وعليه يكون غير اسم ليس مرفوعاً بالضمة الظاهرة
ولا يجوز أن يكون خبر ليس .
المذهب الثالث : ــ وهو مذهب ابن خروف ــ وحاصله : أنه جوز الرائيين حيث رأى
تكافؤ الأدلة في المذهبين السابقين .
الاعتبار الثالث :
أن تكون غير مضافة إلى محذوف يرشد إليه المقام أي : ( أن تعتبر لفظ المضاف محذوفاً
للعلم به وهو منوي فتكون كأنَّ ( غير ) مضاف
) فتكون غير في هذه الحالة اسم معرب وتكون حركته حركة إعراب ويحذف تنوينه
لأن المضاف إليه مقدر ويجوز فيه وجهان من الإعراب :
·
الوجه
الأول : الرفع على إنه اسم ليس والجزء الثاني من معمولي ليس محذوف .
·
الوجه
الثاني : النصب على إنه خبر ليس والجزء الثاني من معمولي ليس محذوف .
قبل و بعد
احوالهما :
أولاً : الإعراب في ثلاث صور :
الصورة الأولى : أن يصرح بالمضاف إليه نحو :
( جئتك بَعْدَ الظهر و قبلَ العصر ) و
( من قَبْلِه ) و ( من بَعْدِه ) .
الصورة الثانية : أن يحذف المضاف إليه
وينوى ثبوت لفظه فيبقى الإعراب ويترك التنوين كما لو ذكر المضاف إليه نحو : ( لله
الأمر من قبلِ ومن بعدِ ) أي : ( من قبل الغلب ومن بعده ) .
الصورة الثالثة : أن يقطع عن الإضافة
لفظاً ومنىً فيبقى الإعراب وينون كقراءة بعضهم : ( من قَبْلٍ ومن بَعْدٍ ) .
ثانياً : البناء في صور واحدة فقط :
أن يحذف
المضاف إليه وينوى معناه فحينئذٍ يبنى على الضم نحو : ( لله الأمر من قَبْلُ
ومن بَعْدُ ) في قراءة الجماعة .
أول ودون وأسماء الجهات
أسماء الجهات هي ( يمين ، شمال ، وراء ،
أمام ، فوق ، تحت )
أحوالها :
أولاً : الإعراب في ثلاث صور :
الصورة الأولى : أن يصرح بالمضاف إليه
نحو : ( جئتك أولَ النهار ) .
الصورة الثانية : أن يحذف المضاف إليه
وينوى ثبوت لفظه فيبقى الإعراب ويترك التنوين كما لو ذكر المضاف إليه نحو : ( أبدأ
بذا من أولِ ) أي : ( من أولِه ) .
الصورة الثالثة : أن يقطع عن الإضافة
لفظاً ومعنىً فيبقى الإعراب وينون نحو : ( أبدأ بذا من أولٍ ) .
ثانياً : البناء في صور واحدة فقط :
أن يحذف المضاف إليه
وينوى معناه فحينئذٍ يبنى على الضم نحو : ( أبدأ بذا من أولُ ) .
حَسْبُ
ولها
استعمالان :
1.
أن
تكون بمعنى ( كافٍ ) فتستعمل:
²
إذا
راعينا المعنى استعمال الصفات فتكون :
Z صفة لنكرة نحو : ( مررت برجل حسبك من رجل )
أي : كافٍ لك عن غيره .
Z حالاً لمعرفة نحو : ( هذا عبد الله حسبك من
رجل ) .
² إذا راعينا اللفظ استعمال الأسماء الجامدة
نحو : ( حسبهم جهنم ) ( فإن حسبك الله ) ( بحسبك درهم ) وبهذا يرد على من زعم أنها اسم
فعل لأن العوامل اللفظية لا تدخل على أسماء الأفعال باتفاق وتكون ( حسب ) مضافة إلى ما بعدها .
2. أن تكون بمنزلة ( لا غير ) إذا حذف المضاف
إليه ونوي معناه فتستعمل مفردة وهي مثل المتقدمة ولكنها عند قطعها عن الإضافة تجدد
لها إشرابها هذا المعنى ( النفي ) وملازمتها للوصفية نحو : ( رأيت رجلاً حسبُ ) أو الحالية نحو : ( رأيت
زيداً حسبُ ) أو الابتدائية نحو : ( ما قرأت إلا ثلاثة كتب
فحسبُ ) وتبنى
على الضم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لمرورك وأنت محل تقديرنا